أصداء المغرب من وزان : رشيد لغويبي
هي من أوائل المجموعات الشعبية لفن الفلكلور الشعبي الخاص بالدقة الوزانية التي تنهل من فن أهل توات، فرقة المعلم أحمد العبد التي أدخلت البهجة و الفرحة إلى قلوب الأسر و العوائل الوزانية في أفراحهم و حفلاتهم و مناسباتهم الخاصة و الدينية و الوطنية، هذه الفرقة التي كانت تتكون من أناس بسطاء طيبين عشقوا بلدتهم كما عشقوا هذا الفن الأصيل و حفظوا عن ظهر قلب كلماته و ألحانه التي تتغنى بالذكر و الصلاة على النبي ( ص) و تُمجد دار الضمانة و رجالاتها و أهلها، و تتفنن في إعلاء شأنها و تبرز شموخها و كبريائها بين الأمم في كل المحافل و المناسبات بوسائل موسيقية تقليدية بسيطة..
كانت جنبات الطرقات و الأزقة بالمدينة الصغيرة تمتلئ عن آخرها بالمتفرجين من كل الأجناس و الأعمار كلما مرت “الهدية” تصابحها فرقة أحمد العبد، تهيج القلوب و تتمايل الأجساد و تتعالى زغاريد النساء كلما إقتربت إليهم أصوات إيقاعات و أهازيج فرقة أحمد العبد التي تتغنى بالأذكار الربانية المتوارثة التي تنهل من قواميس المتصوفة و المحبين للجناب المحمدي، و تكثر في ذكر مناقب أهل دار الضمانة و تجميد شيوخها و رموزها الدينية، كانت فرقة أحمد العبد تعتبر في وقت من الأوقات معشوقة الجماهير الوزانية و عاملا مهيجا لوجدان أهلها، بل و لعبت دورا مهما في تأريخ مراحل تاريخية رددها أحمد العبد بالكلام و الإنشاد و الزجل و الغناء الذي تناقلته الألسن في جل المحافل و المناطق بالمغرب وصولا إلى بعض المناطق في الجزائر ، مع الأسف لم يتم تدوين الكثير من أشعار و كلمات المرحوم المعلم أحمد العبد و فرقته و بقي البعض من ذلك بل النذر القليل يُتنغى به في الحفلات و الأعراس تتناقله بعض الأصوات المحلية الشابة التي حاولت قدر الإمكان الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه و تطويره بما يتلاءم و متطلبات الجمهور، بينما تم نسب الكثير من كلمات الرجل و أعماله الفنية لجهات و أسماء فنية أخرى من خارج مدينة دار الضمانة، و كان مصير الباقي الضياع كما ضاع من قبل الكثير و الكثير من مكونات فسيفساء الثقافة الوزانية الخالصة و مظاهرها الحضارية و الفنية الثراثية..
رحم الله المعلم أحمد العبد و جميع أفراد فرقته و أسكنهم فسيح جناته..
خلاصة القول : من أراد أن ينسج هوية وزان من جديد فعليه أن يبحث في الأشياء البسيطة أولا و سيسهل عليه الباقي…