ظاهرة الامهات العازبات حقيقة بإقليم وزان … تتراكم!

شارك الموضوع

أصداء المغرب من وزان : بقلم أحمد الدرداري

ظاهرة الأمهات العازبات، الطابور المقلق في المجتمع المغربي، وإشكالية عويصة أثارت جدلا كبيرا لدى المغاربة على حد سواء. وعموما استطاع المغرب أن يخرجها من نطاق الطابو أوالمسكوت عنه متجاوزا كل الخطوط الحمراء وكل هذا في سبيل إيجاد حلول لها أو حتى التقليص منها. فعوض أن نعالج الظاهرة في أوانها نجد أنفسنا أمام تراكمات يصعب حلها، ومعاناة اسرية لا تطاق للاعتراف بنسبية الاب.

 

و قد ذكرت مذكرة مشتركة بين جمعيتي “إنصاف” و”التضامن النسوي”، أن دراسة ميدانية وطنية أنجزت من طرف جمعية أنصاف، كشفت عن وجود أزيد من 210.343 أما عازبة، وضعن حوالي 350 ألف طفل (ة)خلال الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2009، كما أوضحت الدراسة أنه يتم التخلي عن 24 طفل(ة) يوميا.

و تفيد المعطيات التي توصلت اليها ان الاحصائيات الخاصة بالأمهات العازبات بمدينة وزان وصلت سنة 2012 الى ما مجموعه 15 مولود(ة)،وبخصوص سنة 2013 بلغ عددهم 19 ملود(ة) أي ما مجموعه 34 طفل(ة) بين (2013/2012) وتبقى هذه الظاهرة في تفاقم سنة بعد الاخرى اذا لم يتم معالجتها.

ومهما كان ومهما يكون فهذا موضوع يجب أن تعطى له العناية اللازمة من جوانب عدة أهمها الجانب الديني والاجتماعي والجنسي. فاستمرار الصمت والتنكر للموضوع وكأنه غير موجود يهدد المجتمع برمته ويفتح بابا من أبواب دمار هذه الأمة في عقرها. نعم للتربية الجنسية، ونعم للإرشاد الطبي، ونعم للزجر القانوني، ونثمن عاليا دور الدين في هذا الباب، ولكننا نشدد على دور المجتمع لردع هذه الظاهرة الخطيرة باعتبارها مشكل العصر. فتوعية الآباء والأمهات والشباب بمختلف المخاطر التي تتهدد هذه الأمة انطلاقا من ثوابتها الأبدية هو السبيل الوحيد الكفيل بالحد من اجتياح هذه الظاهرة لمجتمعنا.

وارتباطا بهذه الظاهرة الخطيرة تتفشى الكثير من الانحرافات المجتمعية الأخرى من قبيل انتشار التعاطي للتدخين بمختلف مشاربه والسكر وتناول حبوب الهلواسة وغيرها من الموبيقات، وما يمكن أن تؤدي إليه هذه الظواهر من انتشار للفساد وانحراف الفتيات وتفشي للأمراض الجنسية.

هذا الوضع يضع المجتمع السياسي والمدني والحقوقي والسلطات بإقليم وزان في مواجهة حقيقية مع ظاهرة تتطلب بالضرورة وقفها ومحاصرتها مهما كان الثمن. ولذلك فالرأي العام بوزان والناحية يدق ناقوس الخطر نظير الخسائر الفادحة التي تلحقها هذه الظاهرة بالمجتمع أفرادا وأمة، ويطالب بوضع حد لكل ما يمكن أن يمس الثوابت التي بنيت عليها الثقافة المغربية منذ زمن بعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا