النسخة التانية من مبادرة نتلاقو فوزان 

شارك الموضوع

أصداء المغرب من وزان

بقلم نور الدين عثمان

هي مبادرة بسيطة أطلقها بعض شباب وزان السنة الماضية في نسختها الأولى، واليوم يتجدد الموعد في النسخة الثانية، قد تحقق هذه المبادرة إلا القليل في سياقها الحالي الموسوم بالجمود والنكوص، وهذا فقط هو المطلوب في هذه المرحلة، لأن عملية التعريف بمؤهلات المدينة السياحية والثقافية والتاريخية والترويج للسياحة في أفق جلب السياح من أجل تحريك عجلة الإقتصاد المحلي، على غرار مدن ومناطق لا تتوفر فيها نصف مؤهلات وزان السياحية، لكنها حققت قفزة نوعية في هذا المجال وبدأت تجذب العملة الصعبة لتلك المدن الصغيرة مع حركة إقتصادية ملحوظة، إذن لماذا احتقار مؤهلات وزان من طرف البعض؟؟؟ رغم أن المستفيد الأكبر من عملية الترويج السياحية هم ساكنة المدينة و الإقليم ،ولنفترض أن هذه المبادرة لم تحقق أي مكتسب ، إذن ما هو الضرر الذي سيلحق المعارضين أو المشككين في هذه المبادرة، علما بأنها عفوية وشعبية وغير ممولة من المال العام، لا أعرف لماذا كل هذا الصراخ والعويل تجاه مبادرة عفوية بسيطة من طرف بعض أنصار الكسل والقبح والتشكيك؟؟؟صدقا لا أفهم كيف لشخص أن يعارض أناس آخريين يجتهدون من أجل تحريك المياه الراكدة في بركة آسنة عمرها عقود من الزمن…

 

سيأتي الناس من خارج المغرب ومن كل ربوع المغرب على نفقتهم الخاصة ولو بأعداد قليلة جدا على غرار السنة الماضية أو ربما بأعداد أكبر هذه السنة، وحتما سيتناولون الفطور والغذاء بوزان، وهناك من سيحتسي القهوة والشاي والعصير… ، وهناك من سيشتري هدايا لأسرته وأصدقائه، وهناك من سيحلق ذقنه أو شعره، ومنهم من سينظف حذاءه لدى ماسح الأحذية ….. أليس التجار وأصحاب الحرف والمقاهي وماسح الأحذية سيستفيدون من مثل هذه المبادرات ولو بالقليل جدا ؟؟؟ أليس الهدف من السياحة بمفهومها العالمي هو جلب الناس من مناطق ودولة مختلفة من أجل صرف الأموال في منطقة معينة،والباقي مجرد شكليات؟؟؟ إذن على ماذا يعترض هؤلاء القوم ؟؟؟ صدقا لا أعرف ولا أريد أن أعرف…

 

إذن مبادرة نتلاقو فوزان، هي انتصار بالدرجة الأولى على القبح والكسل والخمول والإحباط وتجار اليأس وخطاب الشعبوية وكل الأمراض والأعطاب البنوية والنفسية التي أصابت جيلاً في مقتل نتيجة تراكمات ذاتية وموضوعية، فلا أحد يطلب أو طلب من تجار اليأس الخروج من جحورهم أو أوهامهم، فالدعوة موجهة لكل من يؤمن بالفعل الميداني ويعشق اكتشاف جمال المغرب ومدنه العريقة مثل وزان، هي دعوة لأبناء وزان البررة لمساعدة البلدة الجبلية الجميلة وأهلها الطيبيبن، هي دعوة من أجل تحريك مياه راكدة في ظرفية إقتصادية صعبة،وهذا واجب على كل واحد منا تجاه هذه البلدة الجميلة.

 

أتمنى أن ندرك جميعا في يوم ما، أن الأمم تنهض بسواعد وتضحيات أبناءها ،وأن حضارات عريقة دمرت بأيادي أبناءها، فالتاريخ يخبرنا أن الهزائم كانت بفعل عوامل داخلية قبل الخارجية، وهناك مثل شعبي يقول ” البْلادْ إلى خْنَازَةْ، كَيْهُزُوهَا مْوَالِينْهَا …” ووزان لم تصل إلى هذه الدرجة، فقط تحتاج إلى تململ ايجابي في هذه المرحلة ،وهذه المبادرة تأتي في هذا السياق.

أختم بهذه القولة للكاتبة كيوت كيوتلي “ليس هناك كلمة عيب، بل هناك فعل عيب ” والعيب هنا أن نصمت أمام تيار التيئيس والشعوبية.

 

نتلاقو فوزان، لكي نقول بصوت مرتع أننا هنا مازلنا صامدون ،وإلى العلى طامحون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا