هذه هي الأولويات التي يجب الإنكباب عليها بإقليم وزان…

شارك الموضوع

أصداء المغرب من وزان 

بقلم نور الدين عثمان

اليوم الإقليم وعلى غرار سائر الأقاليم في الوطن، يعيش على وقع سنة جافة وصعبة جدا، خصوصا في المناطق القروية التي تبقى أكبر متضرر من موجة جفاف التي تضرب المغرب.
هذا الوضع الصعب يتطلب إجراءات استثنائية وفورية من طرف الحكومة وذلك لتجنب كل الويلات التي قد تعصف بمصدر عيش الملايين من المواطنين بمناطق العالم القروي التي تعتمد على الزراعة وتربية المواشي وبعض الأنشطة الفلاحية الموازية ،وهذا يتطلب تحرك فوري من أجهزة الدولة.
على الصعيد المحلي مسؤولية السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة لا تقل أهمية عن مسؤولية الحكومة في التصدي لتداعيات الجفاف التي بدأت بوادرها تظهر بشكل مخيف، وتنذر بمصاعب كثيرة قد تهدد الثروة الحيوانية بالإنقراض على أقل تقدير، مع شبح العطش غير مسبوق، وفي هذا الصدد يتطلب الأمر الإجراءات التالية :
– أولا : الإسراع في توزيع الأعلاف على الفلاحين من أجل إنقاذ رؤوس الماشية قبل فوات الأوان، لأن الواقع يؤكد أن نفوق المواشي أصبح واقعا للأسف، مع ضبط دقيق لهذه العملية حتى لا تصبح فرصة لبعض اللصوص من أجل الإغتناء في أوقات الأزمات ،وحتى لا يتكرر ما كان يقع في السنوات الماضية خلال توزيع الدعم على الفلاحين.
-ثانيا : الإسراع في ربط المداشر والقرى التي لازالت لم تستفد لحد الآن من الماء الصالح للشرب (حوالي 80 دوار بالإقليم) ، تقوية الصبيب في تلك المداشر التي تعرف انقطاع للماء أو ضعفه، مع الإسراع في تزويد المداشر والقرى بالماء والتي تم ربطها سابقا وتوجد بها سقايات عمومية، وهنا لابد من التذكير أن مجموعة من المناطق ورغم توفرها على سقايات عمومية سواء المنجزة من المجلس الإقليمي أو المجالس المحلية أو مصالح العمالة لازالت تفتقر للماء لأسباب مجهولة، وهذا الأمر تتحمل مسؤوليته عمالة وزان والمكتب الوطني للماء بالإقليم ،فلا يعقل أن يحرم المواطنين من هذا الحق الدستوري المشروع في عز أزمة الجفاف.
– ثالثا : يجب على مصالح وزارة الفلاحة بالإقليم التحرك بشكل فوري والتواصل مع الساكنة من أجل معرفة الأولويات والإحتياجات الضرورية والآنية للفلاح ، مع اتخاذ مبادرات وإجراءات مبتكرة لدعم الفلاحين ، عوض الجلوس في المكاتب المكيفة ، لأن حصيلة هذه المؤسسة العمومية بالإقليم هزيلة جدا ،ولم تنعكس مشاريعها على الفلاح البسيط….
– رابعا : على المجالس الترابية الانخراط بشكل فوري وقوي في مواجهة تداعيات الجفاف مع البحث عن حلول آنية لدعم الفلاحين، إضافة إلى ترشيد النفقات وتحديد الأولويات بما يتناسب مع الظرفية الحالية الصعبة ، عوض الإستمرار في تبذير المال العام في أمور تافهة….
مع ضرورة توجيه كل الإمكانيات في الإقليم من أجل التخفيف من تداعيات آثار الجفاف، لأن الوضع لا يبشر بالخير.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا